بقلم حسام بركات : رونالدو لن يترك ميسي يعتزل
رونالدو لن يترك ميسي يعتزل
بقلم حسام بركات
![]() |
بقلم حسام بركات |
ميسي وكما هو واضح قرر التخلي عن صداع الرأس المتواصل وتأنيب الضمير الدائم عندما يتحمل لوحده مسؤولية خسارة اللقب في كل مرة، ويبدو أنه سئم من الشد والضغط العصبي مع منتخب بلاده والذي يفوق بمراحل لا يمكن تصورها ما يحصل معه في برشلونة الاسباني.
حقق ميسي 28 لقبا مع ناديه الكتالوني في 10 سنوات، ولكنه خلال نفس الفترة لم يفز مع منتخب الارجنتين الأول بأي لقب، وأكتفى بذهبية بكين مع المنتخب الأولمبي العام 2008.
ولكن هل هذا يعد سببا كافيا ليقرر الهداف التاريخي في المنتخب الاعتزال دوليا؟ وهل يحق لقائد الفريق ان يتخذ مثل هذا القرار وقد بلغ للتو عامه التاسع والعشرين فقط؟.
في نظرة سريعة لغريم ميسي حاليا وهو النجم البرتغالي كريستياتو رونالدو فقد خسر هو الآخر الكثير من الأحلام مع منتخب بلاده منها نهائي اليورو على ارضه وبين جمهوره عندما كان يافعا غضا في العام 2004.
خسر ايضا في نصف نهائي كاس العالم 2006 وخذلته ركلات الترجيح في نصف نهائي اليورو 2012، دون ان يتاح له تسديد ركلته الخامسة، ولكنه لم يتطرق يوما لفكرة الاعتزال الدولي رغم انه يكبر ميسي بعامين وبضعة أشهر.
عزيمة رونالدو الذي يقاتل حاليا مع سيلساو اوروبا في ربع نهائي يورو 2016 قد تلهم ميسي وتجعله يعيد التفكير مرة أخرى عندما تخمد نيران الحسرة والقهر في صدره، كما أن لاعبا مثل ميسي سيفكر مليا في إخلاء الساحة الدولية لغريم عنيد مثل رونالدو قد يتواجد في مونديال موسكو بعد عامين.
عشاق برشلونة قد يفرحون لقرار ميسي الذي يجنبه الارهاق خارج إطار النادي ويجعله أكثر تركيزا على جلب الالقاب للقلعة الكتالونية ولكنهم أيضا لا يريدون أن يسجل رونالدو حضوره الدولي فيما يغيب نجمهم عن المشهد.
صراع الكرة الذهبية للعام 2016 قد يصبح اكثر سهولة على رونالدو الآن، ولا ينبغي على ميسي أن يجعل مهمة غريمه في ريال مدريد اكثر سهولة سيما في السنوات القليلة المتبقة له في الملاعب.
في اعتقادي ان ميسي سيعود عن قرار الاعتزال الدولي مباشرة بعدما يتأكد أن قراره لم يكن إلا انفعاليا وعاطفيا، في حين ان مصلحته تقتضي البقاء قائدا لمنتخب التانغو الذي يؤكد كل مراقب ومتخصص أن النحس الذي رافقه في النهائيات الأخيرة سيزول حتما مع امتلاك هذه الكتيبة المتمرسة والمتميزة من اللاعبين.
ميسي هو القائد في منظومة متفاهمة من اللاعبين يتقدمهم المنحوس الاكبر دي ماريا ومعه اجويرو وهيغواين وماسكيرانو، وقد بدأ بالفعل القيام بذات الدور الذي يقوم به في برشلونة، وهو ما يعني ان حصد الالقاب مسألة وقت لا أكثر ولا أقل.
كما على ميسي ان يتذكر لاعبين من العيار الثقيل يتقدمهم كريستيانو رونالدو وزلاتان ابراهيموفيتش واريين روبن وويسلي شنايدر وستيفن جيرارد ومايكل بالاك وفرانك لامبارد وغيرهم الكثير (منهم من اعتزل دوليا أو على وشك الاعتزال) ومع ذلك لم يفلحوا في اصطياد الالقاب لمنتخبات بلادهم.
فهل ننتظر ام نامل قرارا ثانيا من ميسي يلغي به القرار الأول؟ وإلا فإن الساحة الدولية قد تخلو لنجم واحد عله يلاقي من ينافسه لاحقا أو ينسحب هو الآخر علنا ننعم ببعض الهدوء لبعض الوقت.
المصدر : كورة
ليست هناك تعليقات :