بقلم الكاتبة : تمارا حداد - الفلسطينيون لقمة عيشهم مغمسة ما بين الرعب والدم
الفلسطينيون لقمة عيشهم مغمسة ما بين الرعب والدم .
تعارف العرب الاعلامية : بقلم الكاتبة : تمارا حداد .
تحت وطأة غلاء الاسعار يخرج العمال الفلسطينيين الى الاراضي المحتلة 48 فجرا ، ليخوضوا معركة من اجل الوصول الى الخبز ولقمة العيش المغمسة بالدم والخوف والرعب ، ففي هذه المعركة يواجهون البرد القارص والحر الشديد . ويواجهون الاعتقال المتكرر تارة ، وتارة اخرى يواجهون الموت والاستشهاد .
اليوم اصيب عدد من العمال الفلسطينيين في انهيار مبنى قيد الانشاء في تل ابيب جراء سقوط رافعة عليه ادى الى انهيار هذا المبنى في تل ابيب شارع هبرزيل زاوية هنحوشت حي " رمات هحيال " . حيث ادى اصابة العشرات نتيجة انهياره واستخراج جثة والبحث مستمر عن آخرين تحت الانقاض في انهيار موقف سيارات في تل ابيب والمصابين كلهم فلسطينيين .
فهذه فاجعة ونكسة لكل العمال الفلسطينيين وفي قلب تل ابيب ، حيث اضافت الشرطة الاسرائيلية ان فرق الانقاذ ما زالت حتى اللحظة تواصل اعمالها في اسعاف المصابين والبحث عن المفقودين تحت الانقاض . هذا حال العمال الفلسطينيين يخاطرون بأرواحهم لأجل عائلاتهم فهم مابين مطرقة خبزهم وسندان الاحتلال .
يبدؤون رحلتهم فجرا عبر المعابر لمن يمتلك التصاريح في ظل التفتيش وبوجود الكهرباء والأجهزة المسرطنة والأجراس الرنانة وعند الانتهاء من هذه الرحلة يذهبون الى رحلة الابتزاز والإهانة من قبل المستوطنين وأرباب العمل الاسرائيليين وتشغيلهم من قبلهم بأعمال صعبة وبأجور لا تساوي عرقهم الذي يزرب على جباههم .
وأما العمال الذين لا يملكون التصاريح فهم يختبئون مابين الشجر والزقاق للهروب من الشرطة الاسرائيلية لينتظرهم الموت المؤدلج بعنصرية وتمييز قهري . والذي يحالفه الحظ ولم يمت يأتي الاحتلال يعتقله ليحتضنه التعذيب والتنكيل الممنهج . هؤلاء العمال لقمتهم مغمسة مابين الدم والاعتقال .
رغم ان القوانين الدولية تحفظ حقوق العمال وضمنت احوالهم من اجل تحسين وضعهم المعيشي والاجتماعي والاقتصادي وزيادة قدرتهم الانتاجية والاستهلاكية لأسرهم . فهؤلاء في ظل غياب الدور الحقيقي الذي يضمن حقوقهم يغرقون في بحر الظلم والطغيان الاسرائيلي ، ويغرقون في ظل غياب المشاريع الاقتصادية في الضفة الغربية ، ويموتون في ظل غياب دور وزارة العمل التي يجب ان توفر لهم فرص العمل التي تضمن حياتهم وإنقاذهم من غرق الموت . وينهشون في ظل غياب دور المؤسسات التي يجب ان تهتم بحقوقهم .
وهذا يأتي دور القيادة والحكومة والنقابات العمالية ان تهتم بهذه الشريحة ، والضغط على المجتمع الدولي لحمايتهم في ظل القوانين التي تحمي هذه الطبقة ، وان يوفر لهم شروط السلامة والصحة المهنية وللحفاظ على ارواحهم من حوادث العمل وعلى المسئولين ان يخرجوا من قارعة المؤتمرات الخاوية في مضامينها الى النور والعمل الحقيقي لينير عتمة العمال وذويهم
ليست هناك تعليقات :